المخاوف الليليه
تعتبر المخاوف الليلية شائعه لدى الأطفال كالخوف من الاشباح، و الغرباء، و الأصوات، و الظلام. في هذه المقالة ، سوف أركز على الأساس التطوري لمخاوف الأطفال. لماذا يعتبر الأطفال غير مستعدين للتعامل مع مخاوفهم . كيف يمكننا مساعدة أطفالنا على التغلب على مخاوفهم وقلقهم
إذا كنت تقرأ هذا لأن طفلك يظهر مخاوف ليلية ، فهو محظوظ من ناحية واحدة فقط وهي أنك تعرف بمشكلته
الجانب النظري
في دراسة أُجريت على اطفال هولنديين ، وجد الباحث أن أكثر من 73٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4-12 عامًا قد عانو من الخوف بالليل (Muris at al., 2001)
ايضاً أشارت دراسة أخرى لأطفال أستراليين أن أكثر من 64٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 16 عامًا اعترفوا بوجود قلق أو مخاوف ليلية (Gordon et al., 2007).
في كلتا الدراستين، كان العديد من الآباء غير مدركين لمشاكل أطفالهم
لماذا يعاني الكثير من الأطفال بعض المخاوف الليلية؟ ولماذا بعض الآباء لا يعلمون عن هذه المخاوف ؟

ربما أحد الأسباب هو نوم الطفل لوحده و بشكل انفرادي. يفضل بعض المربين نوم أطفالهم الصغار مع أخوانهم الأكبر سناً ، و البعض الاخر يفضل ان يكون لكل طفل غرفة لوحده في غرفة نوم خاصه به. السؤال المهم الأن
هل النوم الانفرادي يجعل الأطفال أكثر خوفًا؟
ويواجه بعض الأطفال الصغار صعوبة في التمييز بين الخيال والواقع ولذلك، قد يكون لدى هؤلاء الأطفال مخاوف ليلية
في دراسة تتبعت أكثر من ٩٠٠ طفل تتراوح أعمارهم عامين. و وجدت الدراسة أن الأطفال الصغار الذين ينامون في أسرة أمهاتهم كانوا أقل عرضة للمعاناة من الكوابيس في السنوات اللاحقة
ولكن في الحقيقة لا نستطيع ان نجزم بأن أي طفل ينام مع والديه قد يكون أقل عرضه للكوابيس من غيره ، وان كل طفل ينام لوحده سيكون في خطر الكوابيس. و لكن المهم هو ان يتم أخذ هذه المخاوف أثناء الليل على محمل الجد(Simard et al., 2008)
يعتقد الباحثون بأن الأطفال القلقون و المحبطون هم أكثر عرضه لخطر الكوابيس المزمنة وغيرها من المشكلات النفسية. لذلك، إذا عالج الآباء مخاوف أطفالهم في سن مبكرة ، فانهم سوف يساعدون أطفالهم على تجنب المشاكل العاطفية في وقت لاحق من الحياة
.ايضاً، تشير التجارب إلى أن اللوزة الدماغية – وهي منطقة في الدماغ تعالج الأحداث العاطفية – تصبح مفرطة النشاط عندما تكون متعبًا (Yoo et al., 2007 ; Maski &Mothar, 2013). لذلك، قد تأتي المشاعر السلبية بشكل طبيعي في الليل
لماذا يحتاج الأطفال للمساعدة في التعامل مع مخاوف الليل
يجد الكبار صعوبة في التأقلم مع الخوف والقلق. فمثلاً، عندما ينام الأشخاص الكبار وهم يشعرون بالوحدة، أو التهديد، أو الحزن، أو خارج نطاق السيطرة، فإنهم يعانون من ارتفاع مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) في اليوم التالي (Adam et al, 2006)
إذا كانت هذه هي تجربة الكبار ، فكيف بالنسبة لطفل يفتقر إلى مهارات التأقلم الناضجة التي يتمتع بها شخص بالغ؟
عندما يُترك الأطفال الصغار الخائفين لتدبر أمورهم بأنفسهم ، فإنهم لا يعرفون كيف يهدئون أنفسهم. وحتى بعد أن يطور الأطفال القدرة على التفكير في عواطفهم ، لا يُتوقع منهم ابتكار علاجات فعالة لإدارة الخوف
يطور معظم الأطفال هذه القدرات حتى يبلغوا من العمر 5-6 سنوات - وليس هذا بالصدفة ولكن العمر الذي يبدأ فيه الفص الجبهي بالنضوج هو عمر ٥ الى ٦ سنوات
(Schiller, 2010)
يحتاج الأطفال إلى المساعدة في التعامل مع مخاوف الليل. فهم بحاجة إلى من يطمئنهم ، ويمنحهم الشعور بالأمان ، ويعلمهم كيفية التغلب على مخاوفهم الليلية. باختصار ، يحتاجون إلى تربية أبوية مستجيبة وعقلانية. لذلك، يحتاج الطفل للتعامل بنجاح مع مخاوف الليل وقلق الانفصال وذلك من خلال

استفد من تجارب الآباء الناجحين في دعم أطفالهم الذين ينامون بمفردهم
تجنب استراتيجيات “الصراخ” للتدريب على النوم. تحذر الكثير من الدراسات من مثل هذه الأساليب الغير مناسبة للأطفال الصغار والأطفال الذين يشعرون بالخوف أو القلق بشكل خاص (France and Blampied 1999؛ Owens et al 1999)
قد يكون الأطفال الذين يواجهون صعوبة في التمييز بين الخيال والواقع أكثر عرضة لمخاوف الليل . لذلك، تحدث مع الأطفال عن الفرق بين الخيال والواقع ، وأثبت لهم أنه لا يوجد وحش في الخزانة
ضع في اعتبارك مصادر التوتر اليومي
الأطفال الذين يعانون من مخاوف النهار – بشأن المدرسة أو الانفصال عن الوالدين أو مخاوف أخرى – هم أكثر عرضة للخوف من الظلام والخوف من النوم بمفردهم . قد تكون قادرًا على تقليل مخاوف طفلك أثناء الليل من خلال مساعدته في التغلب على (Gregory and Eley 2005)ضغوطات النهار
راجع متطلبات نوم طفلك وجدول نومه
في بعض الأحيان يبالغ الآباء في تقدير مقدار النوم الذي يحتاجه أطفالهم. ونتيجة لذلك ، يرسلون أطفالهم للنوم قبل وقت طويل من موعد النوم المحدد. لذلك، الأطفال الذين يُتركون في الظلام لوقت طويل وهم مستيقضين لديهم المزيد من الوقت للتركيز على مخاوف الليل
تجنب برامج التليفزيون المخيفة والقصص والصور المزعجة -خاصة قبل النوم
ذكرت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 6 سنوات الذين تعرضوا لبرامج تلفزيونية للبالغين – بما في ذلك الأخبار المسائية – ينامون بشكل أقل ويعانون أكثر من اضطرابات النوم
(Paavonen et al 2004)
وفر لطفلك ضوءًا ليليًا
بينما تعمل أنت وطفلك على التغلب على مخاوفه الليلية ، يمكنك استخدام الأضواء الخافتة . تشير الدراسات إلى أن كلاً من الضوء الساطع والضوء الأزرق يثبطان إنتاج الميلاتونين في الدماغ ، وبالتالي قد يمنعان طفلك من الشعور بالنعاس في وقت النوم
حارب الخوف بقوة اللمس
تعمل المودة الجسدية و لغة اللمس على إيقاف قلق الانفصال . لذلك قدم لطفلك الراحة التي توفرها لعبة أو دمية أو حيوان طري
هناك دليل تجريبي على أن لغة اللمس تؤثر على الطفل : في دراسة تم تطبيقها في ٢٠١٢، حيث تم تقسيم الأطفال في مجموعتين : تجريبيه و ضابطه. تم اعطاء الأطفال الذين يعانون من مخاوف بالليل دميه صغيره ” مجموعه تجريبيه” ، أظهرت النتائج أن مخاوف الأطفال أثناء الليل ومشاكل النوم أصبحت أقل مما أظهره الأطفال في المجموعة الضابطة ” بدون دميه”. حيث لوحظ التأثير سواء تم تقديم الدميه كحامي أو كمخلوق يحتاج إلى حماية
حاول أن تتحلى بالصبر
إذا كانت مخاوف طفلك الليلية تحرمك من النوم ، فمن الطبيعي أن تشعر بالاستياء. لكن من المهم عدم توجيه الغضب أو الانزعاج إلى طفلك. إذا شعر طفلك بالرفض ، فإن هذا سيزيد من قلقه ويزيد الأمور سوءًا
علم مهارات التأقلم من خلال لعب الأدوار
فمثلاً، يتغلب العديد من الأطفال على خوفهم من الفحوصات الطبية من خلال لعب دور الطبيب. يمكنك أيضًا تطبيق هذا النهج على مخاوف الليل
خلال النهار ، تحدث عن مخاوف طفلك وناقش كيف يمكنه مواجهتها. ساعد طفلك على ممارسة استراتيجيات التفكير في الأفكار السعيدة ، وإخبار نفسه بأنه شجاع ، والتدرب على تقنيات الاسترخاء ، وتحويل المخلوقات الخيالية المخيفة إلى شيء سخيف وغير مهدد. ثم جرب لعب دور صغير
إذا كان لديك شخص بالغ أو طفل أكبر سنًا لمساعدتك ، فيمكن أن يتصرف كلاكما في دور الطفل الخائف والوالد المفيد. يوضح الوالد للطفل كيفية مواجهة مخاوفه الليلية ، ويجرب الطفل كل أسلوب. بعد هذا العرض ، اجعل الطفل يلعب دور الشخص الراشد. يمكنك أنت – أو لعبتة المفضلة – أن تأخذ دور الطفل الخائف
خلال النهار ، قم بإنشاء قصص مع طفلك يتعلم فيها بطل الرواية (الشخصية الخيالية المفضلة لطفلك أو البطل) للتغلب على مخاوف الليل. تم تصميم هذه التقنية – التي تسمى إزالة حساسية القصة – لجعل الأطفال أقل خوفًا من خلال جعلهم يواجهون مخاوفهم بخطوات صغيرة . ابدأ بسرد قصة تفتقر إلى أي عناصر مخيفة. ثم قدم شيئًا مخيفًا بعض الشيء
على سبيل المثال ، إذا كان طفلك خائفًا من العناكب ، فيمكنك إضافة عنكبوت صغير جدًا لا يشكل تهديدًا إلى القصة (و اجعلها بعيده عن البطل). يستجيب البطل من خلال ممارسة تقنيات إدارة الخوف المذكورة أعلاه بنجاح.
إذا لم تزعج هذه القصة طفلك ، يمكنك تكثيف العنصر المخيف في القصة التالية – ربما بجعل العنكبوت يقترب. وبهذه الطريقة ، يمكنك التخلص تدريجيًا من مخاوف طفلك
و اخيراً
كن نموذجًا للسلوك الهادئ والواثق
عندما يأتي طفلك إليك في حالة خوف ، كن دافئًا وحساسًا ومتجاوبًا. أخبره أنك تفهم أنه خائف وأن الجميع يخافون أحيانًا. و لكن انتبه.. لا تدع التعاطف يتحول إلى حماية مفرطة
أظهر لطفلك كيفية الاسترخاء
على سبيل المثال ، أثناء تهدئة طفل يبكي ، يمكنك إظهار تمارين التنفس
في دراسة تهدف إلى تقليل القلق لدى الأطفال الصغار ، علم الباحثون الأطفال كيفية التنفس ببطء وعمق ” شهيق – زفير” .اكدت النتائج أن تمارين التنفس هذه تقلل الضغط لدى 40٪ من الأطفال
(Jay et al 1987)
يعتبر النوم مهم جداً لترميم جسم وعقل الطفل، ومهم جداً لانه عنصر مؤثر في سلوك الطفل في اليوم التالي. لذلك، ركز على مشكلات طفلك قبل ان تتفاقم و تصبح أثر وضوحاً و أكثر تعقيداً و واجه الأفكار المخيفة لدى طفلك بصور ايجابيه ومدروسه
دمتم بود
لمشاركة المقال
Alrubayie, S. (2021). Nighttime fears. Retrieved 23 June 2021, from http://aijtiaz.progress-platform.com/night-fear/