التعاطف

أهمية التعاطف في تطوير الطفل

يعتبر التعاطف مهم للغاية وأساسي لجميع العلاقات والتفاعلات البشرية. و لذلك، من المهم جدا تعليم الأطفال التعاطف سواءً كان هذا التعاطف مع البشر او الحيوانات لأن التعاطف  أصل أغلب الجوانب الجيدة والإيجابية للسلوك البشري

 

ما هو التعاطف؟

التعاطف هو قدرة  الشخص على ان يفهم وجهات نظر الأخرين من منظورهم و في نفس الوقت يضع وجهه نظره الشخصية جانباً . قسم عالم النفس الأمريكي والخبير العالمي في العواطف ، الدكتور بول إيكمان التعاطف إلى ثلاث فئات

التعاطف الإدراكي: معرفة أفكار ومشاعر شخص آخر

التعاطف العاطفي: الشعور الجسدي بمشاعر شخص آخر

التعاطف الوجداني: ليس فقط معرفة، أو الشعور بأفكار، ومشاعر، وعواطف شخص آخر ، بل يتم تحريكك من الداخل  لمساعدتهم ، إذا لزم الأمر

 

على سبيل المثال: رأى آدم  طفلة جالسًة بمفردها ، وتنظر بشوق إلى مجموعة من الأطفال يلعبون معًا بالرمل. لو كان آدم يتسم بالتعاطف فستجده في احد هذه المواقف 

سيحقق المستوى الأول من التعاطف الإدراكي من خلال الإحساس  بأن هذا الطفلة تريد أن تلعب مع الآخرين ولكنها خجول جداً للمشاركة

قد يصل  إلى المستوى الثاني من التعاطف العاطفي من خلال الشعور بالأسف تجاه هذا الطفلة والرغبة في المساعدة

وقد يصل للمستوى الأخير من التعاطف الوجداني ، بناء على مشاعره في المستوى الثاني. ونتيجة لذلك ستجده  يتحرك  جسديًا اتجاه هذا الطفلة  و يعرف بنفسه و يدعوها للعب

بصفتنا بالغين ، قد تحرك هذه الصوره تعاطفنا  بلا شك وسنجد انفسنا نتصرف  بناءً على مشاعرنا . لذلك، سنساعد هذا الطفل على الاندماج مع زملائه في اللعب ، ولكن هل من السهل على الطفل أن يتصرف مثلنا  و يساعد؟

في الحقيقة، قد يكون بعض الأطفال أكثر ميلًا للمساعدة ، و لكن مسؤوليتنا كآباء هي لفت الانتباه إلى هذه المشاعر بالرغبة في المساعدة والتشجيع ، وتنميتهم ومساعدتهم على ممارستها بشكل منتظم. كلما تدربوا أطفالنا على إظهار التعاطف ، كلما أصبح ذلك جزءًا من طبيعتهم ، و  سيساعدهم ذلك كبالغين في المستقبل  بطرق عديدة

 

  ماذا تقول الدراسات العلمية 

المرجع

التعاطف هو القدرة على فهم واحترام منظور الآخرين. إنه أصل قدرة الطفل على أن يكون لطيفًا ورحيمًا. يظهر إحساس الطفل بالتعاطف مبكرًا في الحياة ، والذي يمكن رؤيته بالطريقة التي يبكي بها الأطفال عندما يسمعون طفلًا آخر يبكي أو عندما يحاولون مواساة بعضهم البعض في الملعب. لقد وجدت الدراسات أنه عندما يأخذ الأطفال الصغار وجهة نظر شخص آخر ويطبقونها على تفاعلاتهم ، فمن المرجح أن ينجحوا في البيئات الاجتماعية ويحبهم أقرانهم بشكل أفضل. ولذلك من المهم جداً تعليم أطفالنا التعاطف وجعل ذلك التعليم بشكل روتيني

بصفتنا بالغين ، قد تحرك هذه الصوره تعاطفنا  بلا شك وسنجد انفسنا نتصرف  بناءً على مشاعرنا . لذلك، سنساعد هذا الطفل على الاندماج مع زملائه في اللعب ، ولكن هل من السهل على الطفل أن يتصرف مثلنا  و يساعد؟

في الحقيقة، قد يكون بعض الأطفال أكثر ميلًا للمساعدة ، و لكن مسؤوليتنا كآباء هي لفت الانتباه إلى هذه المشاعر بالرغبة في المساعدة والتشجيع ، وتنميتهم ومساعدتهم على ممارستها بشكل منتظم. كلما تدربوا أطفالنا على إظهار التعاطف ، كلما أصبح ذلك جزءًا من طبيعتهم ، و  سيساعدهم ذلك كبالغين في المستقبل  بطرق عديدة

لماذا يعتبر التعاطف مهم جدا؟

إذا كنت تفكر بعمق في التعاطف ، فستجد أنه أصل العديد من السلوكيات التأسيسية المهمة والضرورية جدًا التي يحتاجها الأطفال عندما يكبرون . ايضاً، يمكن أن يكون بوابة  تسهل تعلم وفهم المفاهيم الأكثر تعقيدًا مثل

التسامح

عندما تنشأ الخلافات ، يمكن أن يساعد التعاطف طفلك على تمييز شعور الآخرين وما سبب  سوء التفاهم . يمكن أن يؤدي هذا إلى فهم أعمق للسبب الجذري لأي مشكلة.  أيضًا، سيسمح التعاطف للفرد بتنحية مشاعره جانبًا والاعتراف بدوره في المشكلات . هل كان هو سبب المشكلة او  الأطفال الأخرين، وسيعرف بذلك حتى لو كان ذلك على حساب نفسه. ونتيجة لذلك، سوف يعتذر الطفل لو كان مخطئ في بعض المواقف

التعاون

بشكل عام ، الأطفال الذين يميلون بشكل طبيعي إلى التعاطف أو يتعلمون التعاطف يكونون عادةً سريعًا في التعاون. لان هذا التعاطف سيساعدهم علي الفهم الجيد للأخرين ومن ثم التعاون معهم، و  على التفكير في كيفية أن تعاونهم يعتبر تجربه إيجابية تزيد من ذكاءهم الاجتماعي في المستقبل

الإحسان

مع مرور الوقت، يبدو أن هناك نقصًا متزايدًا في الأشخاص المستعدين لإعطاء وقتهم وطاقتهم لمساعدة الآخرين. كثير منهم مشغولون جدًا بمحاولة تحسين حياتهم ، بحيث يتطلب الأمر قدرًا كبيرًا من الجهد لملاحظة أي شيء ليس له علاقة مباشرة بهم. إن تعليم الأطفال تقدير التعاطف والعمل حقًا على تطبيقه في حياتهم سيساعدهم على ملاحظة الأشخاص الذين قد يحتاجون إلى المساعدة وسيتم تحفيزهم من القلب للمساعدة عندما يستطيعون ذلك

الصبر

ربما يكون الناتج الثانوي الأكثر وضوحًا للتعاطف المستمر مع الآخرين هو أنه يزيد من مستوى صبرنا. التعاطف يساعد الطفل علي ضبط انفعالاته و التماس العذر للأخرين حين يفهم السبب وراء تصرفات شخص آخر ، يمنح  التعاطف فرصة للتوقف والتفكير قبل التصرف أو التحدث بقسوة. وهذا سيساعدنا بالتأكيد على تجاوز المشكلات اليومية البسيطة

الاتصال و التواصل الفعال

في كثير من الأحيان ، ينطوي التعاطف مع شخص ما على الاستماع إليه باهتمام . إنه لأمر جيد أن نشجع الأطفال في سن مبكرة على الاستماع حقًا إلى أصدقائهم عندما يشتكون او يشعرون بالغضب او الحزن ، هذا الاستماع سوف  يعلم أطفالنا أن مشاعر الآخرين مهمة وأنه إذا كان شخص قريب منا مستعدًا ومتشوقًا لمشاركة شيء شخصي معنا ، فيجب أن نكون على استعداد لمنحهم اهتمامنا. كما أنه يزيد من وعي أطفالنا فيما يتعلق بمشاركة احتياجاتهم  العاطفية مع المقربين لهم إذا شعروا  بالحاجة لذلك

الاستقامة و التكامل

يضمن ممارسة التعاطف مراعاة الآخرين لأننا ندرك باستمرار كيف تؤثر كلماتنا وأفعالنا عليهم. يساعد التعاطف أطفالنا على فهم أننا مسؤولون عن افعالنا و كلماتنا. نحن لا نريد أن يكون أطفالنا مفرطين في الحساسية لدرجة أنهم يشعرون بالعجز عن التعبير عن آرائهم وأفكارهم ، ولكن تعليمهم التوازن الجيد سيساعدهم على النجاح في علاقاتهم مع الآخرين ويكونون  أفراد جديرين بالثقة عندما يكبرون

كيف يمكننا تعليم أطفالنا التعاطف؟

فيما يلي بعض الطرق البسيطة

 

ختامًا

كن متسقًا واستمر في العمل على تطوير الجودة، وكن قدوة جيده

وجودنا كقدوة هو أقوى أداة ضرورية لدينا في تعليم أطفالنا قيم حياتية مفيدة ومستدامه

أطفالنا يفعلون كما نفعل…. إذا بدأ أطفالنا في إدراك أننا لا نمارس ما نعلمهم إياه، فإننا نبدأ ببطء في فقدان مصداقيتنا كآباء وأن الأشياء التي حاولنا جاهدين تعليمها لهم لن يكون لها وزن كبير في أعينهم

لتحميل كتيب علم طفلك التعاطف مع الأخرين

مشاركة المقال

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *